كان الرجل يساعد والدته وهي طريحة الفراش بأفضل وجه، ويقدّم لها كل ما باستطاعته تقديمه في سبيل أن تكون أكثر راحة. ولكنّه كان يقوم بكل ذلك بدافع الواجب دون أن يتمكّن من إدخال شعور المتعة والانتعاش إلى قلبه من خلاله. فعندما ينتهي من العمل يشعر بإرهاق نفسي بالإضافة لإرهاقه الجسدي، فيحتاج لأن يقوم بشيء يرفّه فيه عن نفسه لكي يعيد توازنه ولا يتأصّل الضيق في نفسه.
لديك الخيار دائمًا بأن تقوم بعمل ما من باب الواجب، وتكون بذلك قمت بما عليك وعَبَرت مساحة التقصير الحمراء وصرت في المنطقة الصفراء التي تكون فيها قد أدّيت حقّ الآخر عليك وتكون غير مدينًا لأحد سوى نفسك. ولديك خيارٌ آخرٌ وهو أن تضع نفسك في المساحة الخضراء التي ترضي فيها نفسك أيضًا، فتُدخل متعة على نفسك في قيامك بالعمل بربطه بالجمال والمحبّة وإدخال السرور على قلوب الآخرين وغيرها من المعاني التي يحبّها الله. فينتعش قلبك ويفتح لك ذلك العمل فسحة تتنفّس فيها نسيمًا لطيفًا من الانشراح والرضا.🌷