كانت الوزة تتجوّل في البركة بوقار حين رأت الضفدع الذي كان يقفز بين اليابسه والماء. فقالت له بانزعاج:
وأنت،،، ألا تعرف السكون والوقار فتهدأ حركتك قليلًا، وماذا عن بعض من الهدوء لتريحني من ازعاج غناؤك النشاز؟ إنّك تقطع عليّ مسيرة تأملي ومراسيم تطهري.
قال لها الضفدع: رفعت نفسك ونظرتي إليّ من أعلى، ثم وضعتي لي تصنيفًا من عندك. وصفتني وفعلي بمواصفات بشعة فقط لأنّني لا أتماشى مع اسلوبك ومزاجك. فانظري أيهما أكثر قبحًا وضررًا على هذه البحيرة، أهو قفزي وصوتي الذي وصفتيه بالنشاز، أم تعاليك وتنزيه نفسك وتحقير من يشاركك العيش؟
ارجع لقلبك وانظر في أعماقه بصدق وانصاف لترى إذا ما كنت تنظر لمن يشاركك العيش في بيتك أو عملك أو وطنك بتعالي، فتصنفهم بتصنيفات تحمل تصغيرًا وقبحًا ولو بصمت بينك وبين نفسك. فالله اتخذ القلوب بيوتًا له ولكنّه لا يدخل قلبًا فيه ذرة من كبر وتعالي حتى لو كان ذلك التعالى بسبب اعتقاد الفرد بأنّه يبذل وقته وطاقاته في طاعة الله. 🌷