اليرقات الموكب
يرقات عثّة صغيرة تعيش في غابات الصنوبر،
صغيرة ولكنّها من أكثر الحشرات دمارًا على وجه الأرض،
فباستطاعتها تدمير ۷۳% من غابة صنوبر كاملة في جيل واحد،
تدمر الأشجار ومعها أيّ أمل في الإصلاح.
فتبدأ بفكها السفلي فائق القوّة بأكل ما يمكنها وهي صغيرة،
وما أن تكبر قليلًا حتى تشكّل مع رفيقاتها قطارًا يتحركون معًا بشكل جماعي رأسًا بذيل،
فيبدؤون بشجرة الصنوبر التي آوتهم وكانت لهم بيتًا وسكنًا،
ومن ثمّ ينقضون على شجرة أخرى، وهكذا…
يتحرّك موكبهم ليلًا،
ومع الفجر يرجعون لشرنقتهم ينامون فيها استعدادًا للانقضاض على شجرة جديدة في اليوم التالي.
وأنا وأنت…
كم من قيم إنسانيّة آوتنا وحمتنا،
وكم من أخلاق فاضلة خلقت لنا أجواء أمن مع من يحملها،
وكم من أشخاص عرفناهم ولم نعرفهم علّمونا وساهموا في رفعتنا وسمونا،
ولكنّنا قد ننقض على ذات المكمن الذي آوانا وحمانا ومنحنا الأمن وساهم في السمو،
ننقض عليه عندما نرى استحقاق لنا… فننكر الخير وأصحابه،
وننقض عليه أيضًا عندما نشوّه ذلك المكمن… فلا يتمكن من يراه من التعرّف على الخير الذي يحتويه،
وننقض عليه عندما نقطع دابره عندنا… فلا يجري منّا إلى غيرنا.
فلنفر إلى الله من الجحود وكفران النعم إلى الامتنان وشكر النعم،
الامتنان بمعرفة من ساهم في رفعتنا وأيّ خير أصابنا،
وشكر النعم بأخذ ذلك الخير لخلق الله في محبّة الله،
ننثره بذورًا،
ونُطعم منه ثمارًا،
فذلك من أجمل أقلام رسم القدر.🌷