زمزمه عـرفان مطالب تربيتي، عرفاني و اخلاقي و كتابهاي سركار خانم طاهره سادات زرگرمرادي
عندما تنظر لفأر الخلد العاري لا يلهمك جمالًا
وجسده الضئيل وجلده العاري لا يمنحه وقارًا،
يعيش مع مجموعات يقبع بعضها على البعض،
لا يبدو جذابًا ولا مريحًا،
ولكنّه هو ذاته…
هو ذاته لديه قدرتين لا تمتلكها أغلب المخلوقات الأخرى،
لديه القدرة بأن يركض متجهًا للخلف بذات السرعة التي يركض بها متجهًا إلى الأمام،
وما أن يسقط سنّ من أسنانه حتى ينمو له غيره بسرعة مذهلة،
وذلك تحديدًا هو ما يحتاجه لحياته الغريبة التي يعيشها في مجموعات يأخذ كل منهم دورًا محوريًا فيها.
وأنا وأنت…
حقيقة…
كم من الوقت والجهد والتفكير والموارد نضعها على ما يساعدنا بأن نحمل الأمانة الربّانيّة؟
كم من الوقت والجهد والتفكير والموارد نعمل على المحافظة عليها والقيام بما ينميها من أجل أن نحمل الأمانة الربّانيّة؟
كيف نعرف اللإجابة؟
نعرف عندما نتأمل كيف هو روح يومنا وانشغالنا،
هل روح يومنا هو إدارة حياتنا ومن بعده نقطة؟
فتلك حياة منفصلة عن معنى الوجود لا قيمة حقيقية لها.
أم روح يومنا هو إدارة حياتنا على أمل أن نكون أمناء على الأمانة التي حُمّلنا إيّاها؟
فهنا نريد أن نصل لحمل الأمانة عن طريق أسلوبنا في إدارة حياتنا،
فإن كان الأسلوب خاطئ أو نكون قد انغمسنا في تفاصيل المشكلات والتحديات،
قد نتوه،
وتتوه معنا أيّامنا،
فنرسم طريقًا مغايرًا لقَدرنا.
أم أنّ روح أيّامنا مصبوغة بالأمانة التي حُمّلنا إيّاها، وبناء عليها نصيغ إدارة حياتنا؟
هنا تكون حمل الأمانة هي المظلة الكبرى،
وهي ما يشغل الذهن وينعش الروح ويحفّز النفس،
وهي التي توجّه أسلوب إدارة الحياة وتصيغه.
ولأنّ الأمانة التي حُملنا إيّاها تشمل قيم وفضيلة بأرفع المستويات وأسماها،
وتشمل محبّة خلق الله من أجل الله بإحسان وعمل،
فستصطبغ إدارة حياتنا بجمال تلك المظلة أيضًا،
وهي مظلة سلام وانشراح،
وخدمة لخلق الله برضا وامتنان.
فلن يهم ما يرى الخلق منّا بل ما يرى الخالق منّا،
فنبني من أنفسنا شخصيات مميزة بما ينفع دورنا الكوني،
فمواردنا وتفكيرنا وجهودنا ووقتنا يصب في خلق ما يعيننا على حمل جمال تلك الأمانة الربّانيّة،
ودعوة القلوب الأخرى لحملها بلطف ومحبّة،
وتلك عملية رسم قدر بقلم سلام وانشراح.🌷