بينما كان الدّب يمشي في الغابة، علقت بفراءه نملة. عرفت النملة على الفور بأنّ عليها أن تنفض نفسها لكي تقع على الأرض وترجع لمكانها الصحيح حيث تقوم بدورها، ولكن دفء الفرو ونعومته أغراها لكي تأخذ طريقا معاكسًا وتتغلغل في الفرو أعمق وأعمق.
أقنعت النملة نفسها بأنّها ستقوم بدور مفيد لبني جنسها بأن تتعلم أمورًا من خلال تواجدها في الفرو و تنقل تجربتها لأخواتها النملات ليتعلموا كيف يصنعون الحياة الدافئة.
فقرّرت بأنّ مكانها يجب أن يكون في الصدارة، فمشت لتصل نحو الرأس واستقرّت هناك تستمتع بالراحة التي تشعر بها. أخذ الدب النملة معه وهو يبتعد ويبتعد ليصل لمكان بياته الشتوي، ودخل في ذلك البيات ومعه النملة التي لم تع حركة الدب ولا مقصده واعتقدت بأنّها هي التي تمتلك السيطرة، بينما كانت مسيّرة لم يبق لها سوى البقاء في الظلمة والحرمان.
عندما تكون جزءًا من نظام ما، فخياراتك أسيرة ومحدودة بما يسمحه لك ذلك النظام وقرّره لك، ولو توهمت بأنّك حر وأنّك قد اخترت مصيرك وتحرّكت بإرادتك.🌷