خانه / مناجات الحکم / بحث الحلزون عن طعام فرأى فضلات طيور

بحث الحلزون عن طعام فرأى فضلات طيور

بحث الحلزون عن طعام فرأى فضلات طيور،

أغرته فتناولها،

وتناول معها بيوض الديدان التي ما إن دخلت جسمه حتى سيطرت في دماغه،

فتحكمت في سلوكه وغيّرت شكل قرنه وجعلته متوهجًا جاذبًا،

فتسلق الشجرة كزومبي فاقد للوعي،

فجذب توهج قرنه العصفور فانقض عليه وأفترسه.

فما جزم ذلك الحلزون بأنّه طعام لم يكن سوى وهم،

ففي حقيقته كان مصيدة لبيوض دودة شرسة،

تحتاج للحلزون ليكون مضيفها الأول فتنهي جزء من دورة حياتها فيه،

ومن ثم لعصفور ليكون مضيفها الثاني،

ومن ثم تستكمل دورة حياتها وتنطلق كدودة كاملة.

فذلك الحلزون ذهب بنفسه إلى عدوه اللدود ليفترسه،

وهو لا يميز عدو ولا طريق ولا شيء من ذلك.

 

وأنا وأنت…

لكل شيء حقيقي هناك نسخ وهمية ومزيّفة منه بالتأكيد،

فالنسخ الوهمية يصنعها الذهن،

والنسخ المزيفة يصنعها من يترزّق بها بمال او جاه أو سمعة او حتى راحة…

فهناك سلام حقيقي يأخذنا لحسن الظن بالله وبالناس ونبيل الأخلاق،

وهناك سلام مزيف يأخذنا للراحة من خلال التسليم للواقع والبعد عن مواجهة مشاكلنا.

وهناك عبادة حقيقيّة أساسها ما يريد الله للإنسان من سمو روحي وهوية كونيّة،

وهناك عبادة مزيفة تزيد العجب والتكبّر وحصر الدين للذات.

فحتى الخوف يوجد منه حقيقي ووهمي.

فالحقيقي هو ذاك الذي يشكل خطرًا واضحًا منطقيًا،

والخطر من الممكن أخذ خطوة إلى الأمام معه تجاه الحلول لأنّه يتعامل مع التفكير،

ولكن المخاوف منشأها القلق والأوهام، فاحتمال حدوثها قليل في الغالب،

ومع ذلك فهي في الذهن كبيرة للغاية.

فتبنّينا لكل ما هو وهمي يسحب انسانيتنا.

فالخوف الوهمي يمنحنا فسحة تبرر لنا تخاذلنا عن قيامنا بمسؤولياتنا،

ويحرف تفكيرنا ومشاعرنا من الخطر الحقيقي الذي يحدق بنا لا محالة.

ذلك الخطر الذي قال الله تعالى عنه ” إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا”،

أليس هو الذي أقسم بأن “لأقعدن لهم صراطك المستقيم”.

فالانغماس في المخاوف يحجب أذهاننا عن التركيز على الخطر الأكبر في حياتنا.

 

فحين نفرّ إلى الله من الأوهام المتعددة إلى الحقيقة،

فإنّنا بذلك نستطيع أن نستعيد انسانيتنا.

أن نرسم أقدارنا السامية التي تنادينا في كل حين.

فلو أقنعنا أنفسنا بأنّنا نتبع الحقيقة وفي واقعنا كنّا نتبع الوهم، فذلك لن يغير من واقع اتباعنا للوهم شيئًا.

فلابد من الوعي الدائم،

فالحقيقة ثمينة تستحق التحقّق منها وتصفيتها من شوائب الوهم والزيف،

فما بنا من روح الله لا تنسجم إلا مع الحقيقة.🌷

همچنین ببینید

الماء أكثر عناصر الكون نقاء وشفافية،

الماء أكثر عناصر الكون نقاء وشفافية، وهو أساس الحياة ودونه الموت، ولنستعد للصلاة التي هي …

تبدأ سعيك منذ الصباح،

تبدأ سعيك منذ الصباح، لتبحث عن رزقك وإثبات ذاتك، وتريد أن تحصل على ما تستحق …

يُقيم المؤذّن الأذان عدّة مرّات في اليوم،

.يُقيم المؤذّن الأذان عدّة مرّات في اليوم، يخاطب الإنسان في الوجود، أن قِف… قف مكانك …

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *