قرود المكاك اليابانية من أكثر الحيوانات تنوعًا في أصناف الطعام التي تأكل،
فهي آكلة لحوم ونباتات ومع ذلك فهي لا تستثني سرطان البحر والحشرات وبيوض الطيور.
وبالرغم من أنّها تعيش في واحدة من أشد المناطق برودة،
إلا أنّها مع ذلك تنتقيه وتغسل طعامها قبل أكلة.
وأنا وأنت…
ليس كل ما يدخل أجسادنا تعتبره أجسادنا حلالًا مقبولّا بالنسبة لها،
فبعضه يُشقي الجسد وينهكه ويضعفه،
ويصعّب عليه العمل لرفعة الروح،
ليس لأنّ الجسد ضعيف بطبعه، بل لأنّنا أدخلنا فيه ما يُرهقه.
وليس كل فكرة نتبنّاها ونديرها في أذهاننا حلالًا،
فبعضها تشوه شخصياتنا وتدخلنا في الغرور والتكبر والحسد والتسويف،
وتصعّب علينا أخذ قرارات لرفعة الروح.
فكل ما يرفع من وعينا الكوني ويمركزنا حول رسالتنا الربّانيّة، نستطيع أن نفكر فيه كحلال كوني سائغ،
وكل ما يقلص من وعينا الكوني ويشتت انتباهنا عن هدف خلقتنا، يمكننا اعتباره حرامًا كونيًا.
فكلما انسجمت نفوسنا مع أرواحنا، ازداد انسجام أجسادنا معها تباعًا.
فنعيش جنّة السعي والعمل بالرضا في هذه الدنيا،
ونبتعد عن نار الشقاء التي تحبطنا وتدفعنا نحو التواكل والكسل وسوء الظن بالله.
فلنفرّ إلى الله من كل ما يحرّم علينا الارتباط بنفخة الروح التي كرّمنا الله بها.؟ نفر إلى ما يربطنا بها.
وكما ننتبه لما يدخل أجسامنا من مواد غذائيّة،
ننتبه للمواد الخام التي ندسّها في أفكارنا من خلال سمعنا وبصرنا،
وكذلك السيناريوهات التي نديرها في أذهاننا عن الأفراد خاصة أولئك الذين لا نرتاح معهم أو لهم.
فما تعتبره الروح حلالًا لتغذية نفوسنا وأجسادنا هو كثير وجميل ومنعش…
فكل فكرة وكلمة طيّبة بها رائحة من اسم من أسماء الله الحسنى،
وتواضع ومحبّة لخلق الله من أجل الله،
وما هو طيّب تطيب معه النفوس من مروءة وفضيلة،
وغيرها الكثير هو الحلال الطيب بالنسبة لنفوسنا مما يدخل السرور والصلاح على قلوبنا وقلوب خلق الله.🌷