خانه / مناجات الحکم / عرف الغزال بأنّ مكانه ليس هنا في تلك المزرعة

عرف الغزال بأنّ مكانه ليس هنا في تلك المزرعة

عرف الغزال بأنّ مكانه ليس هنا في تلك المزرعة،

بل في الصحاري والسهول يركض بحريّة متنقلًا بمرح،

فذلك قدره الذي عرفه منذ نعومة أظافره.

لذلك سعى أن ينشغل مع الخراف والبقر وحيوانات المزرعة يتسلى بما يسليهم علّه ينسى همّه،

فيأكل يأكل كما يأكلون ويشاركهم ما يفعلون.

فأصبح جسده ثقيلًا وصوته نشازًا،

وكل همّه أن تمضي أوقاته بخير مع رفاقه الجدد،

ولا ينتبه لباب المزرعة حين يُفتح أو لسورها الذي يمكنه أن يقفز عليه لينجي بنفسه.

والأهم… أنّه لا ينتبه بأنّ حال قلبه ليس على ما يرام،

وبأنّ ذلك ليس قدره.

 

وأنا وأنت…

من الممكن أن نملئ أوقاتنا بما يفرحنا لأنّنا مَهمومون،

وكلّما ازداد همّنا، بحثنا عن المتعة علّها تنسينا ذلك الهم،

فنأخذ ونفعل ما يمنحنا شعورًا بالفرح والمتعة.

ويا للعجب… فحال القلب لا يتحسّن.

 

فالمعدة سمينة والجسد هزيل،

والأوقات ممتلئة والحياة فارغة،

والمتعة متنوّعة والانشراح شحيح،

والنجاحات كثيرة والتفوق على الذات قليل…

ولكن كيف ذلك؟

هو حين نرى وجودنا ضيق محصور في حدود الزمان والمكان الحالي.

 

ولكن حين نفرّ إلى الله من الضيق إلى الأفق الشامل،

من نظرة النملة المحصورة إلى نظرة الصقر الشاملة،

حين ننظر لحياتنا كاملة وليس لما هو أمامنا الآن فقط،

حين نعيش وجودنا الكوني ولا ننحصر بتفاصيل يومنا،

وننتبه للطريق الذي نسلك وليس فقط لخطوتنا…

حينها يصبح مقياسنا هو جودة وجودنا وعميق الانشراح بداخلنا تسليمنا لله.

 

فبذلك لن نرى الأحداث منفصلة عن الوجود،

ولا ألمنا وكأنّه خالد باقي،

ولا فرحنا وكأنّنا امتلكنا الدنيا بغرور.

فنعكس تلك الشمولية على العالم أيضًا،

فننظر للعالم وما يذهب إليه نظرة مرتكزة على المشروع الربّاني للإنسان كخليفة الله على الأرض،

ذلك الذي بناء عليه صنع الشيطان مشروعًا موازيًا لإغواء الإنسان،

فنرى الأحداث من أعلى نظرة كليّة شموليّة،

وبأنّ في كل لحظة من لحظات حياتنا لنا أن نختار أن نثقل كفّة المشروع الربّاني،

وإن لم نختار ذلك، فنحن مساهمون في كفّة المشروع الشيطاني لا محالة.

 

فنتيقّن بأنّنا مهمون للغاية،

نخيّب الشيطان في معركته معنا.

وذلك يعني بأنّ معركة الشيطان قد أخفقت… ولو قليلًا،

وكفّة الإنسان ارتفعت… ولو قليلًا،

وقد يبدو لنا بأنّ تأثير ذلك صغيرًا،

ولكن… أليس الشيطان راهن على الإنسان،

وكل واحد منّا هو ذلك الإنسان.

فلا تنظر لنفسك ذلك الصغير في معركة الحياة،

بل أنت ذلك الكبير المؤثر في المشروع الربّاني الذي يمضي للقدر الذي أراده الله للإنسان،

والذي يمكنّه من أن يقترب من مقام خليفة الله على الأرض.🌷

همچنین ببینید

الماء أكثر عناصر الكون نقاء وشفافية،

الماء أكثر عناصر الكون نقاء وشفافية، وهو أساس الحياة ودونه الموت، ولنستعد للصلاة التي هي …

تبدأ سعيك منذ الصباح،

تبدأ سعيك منذ الصباح، لتبحث عن رزقك وإثبات ذاتك، وتريد أن تحصل على ما تستحق …

يُقيم المؤذّن الأذان عدّة مرّات في اليوم،

.يُقيم المؤذّن الأذان عدّة مرّات في اليوم، يخاطب الإنسان في الوجود، أن قِف… قف مكانك …

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *