دائرة الراحة
يدفع مبلغاً كبيراً من المال ويقوم بأعمال ومبادرات لمساعدة الآخرين
ولكنه يخفق في المساعدة بشي بسيط حين عليه أن يقوم بما لا يريحه
أو عندما يكون الثمن أن يقوم من مكانه وهو في حالة هدوء واسترخاء
أو يعطي من وقته بضع دقائق لم تكن في الحسبان
ومع ذلك هو راض عن نفسه
فذاكرته ممتلئة بحجم الأعمال الكبيرة التي قام بها من أجل الآخرين
ولو تمعّن، لعرف أنّ عطاءه كان مشروطاً
فهو لم يتخطى دائرة الراحة التي رسمها لنفسه
والتي قرّر الركون إليها والاستمتاع بشعور خادع بالرضا
غافلاً أنّ البِر لا يُنال حين ينفق الإنسان مما يملك، بل مما يحب
من مال وروتين حياتي وجاه ووجاهة ولحظات هدوء وأوقات استرخاء و…
فحين ننفق مما نحب ولو شيئاً يسيرا، فإنّنا نتوسّع بأضعاف كبيرة
ونخرج من دائرة الأنا، لدائرة تشمل الآخر الإنسان
بل وقد نخطو في دائرة تشمل الإنسانية جمعاء
فتسمو أنفسنا معها لأبعاد لا متناهية.