زكاة
هو كما الكثيرون ممن يصفهم الناس بـ “الطيّب”
بشوش خلوق ويجتهد في عمل الخير ويهب لنجده من يستنجد به
ومع ذلك فهو مختلف عن الآخرين
فلا يقوم بالأعمال الجميلة بدافع الطبع أو التعوّد…
بل يختار القيام بها بوعي وانتباه
ولا يُرجع أي عمل لطيبته وفضله
بل اقتضاء لواجبه الإنساني وزكاة لما أنعم الله به عليه
فتعليمه وتدريبه للآخرين… زكاة علم ومعرفة اكتسبها
تمكينهم وتطويرهم… زكاة لنجاح حققه أو فشل تخطاه
إبعاد الأذى والضرر عنهم… زكاة لصحته
التعامل معهم بخلق حسن وفضيلة… زكاة لحظات صفاء عاشها
عفوه وتجاوزه عن زلاتهم وأخطائهم… زكاة لقدرته على ضبط نفسه
مساعدته للفقير والمحتاج… زكاة لماله وما يملك
ابتسامته وبشاشته… زكاة لعمره الذي امتد ليوم آخر
تلمّسه لاحتياجات الناس ومباشرتها… زكاة لحسه الإنساني
كلماته المُلهِمة… زكاة لمشاعره وقدرته على التعبير
تحريك قلوب الناس لذكر الله… زكاة لإيمانه
حبه ودعاؤه للآخرين… زكاة للحظات حب صادق يلمسها قلبه
لذلك لا مكان في قلبه للمنّ والتعالي وتزكية النفس والغرور
بل كلّ الشكر والامتنان لله…
ولجميع الذين أعطوه فرصة واستلموا زكاته التي قدّمها
وسهّلوا عليه ممارسة دوره الإنساني
وهو بذلك يعيش حياته شاكراً ممتنّاً للخلق والخالق
والله يحب الشاكرين.