رجعت للمنزل والفرحة لا تسعني، وأخبرت أمّي بأنّني بعت جميع الجرائد، قالت لي: أدعو لك أن تلمس التراب يصبح ذهبًا.
خرجَت وأخذتني معها وأنا أتصوّر زجاجة الكندادراي التي سنشتريها. ونحن نمشي مررنا على البقالة، فرأيتها تواصل السير. سحبت عبائتها وأنا أقول لها: أمي، نحن أمام البقالة لماذا تمشين؟ قفي لتشتري لي كندادراي.
قالت: اتركني، فلدي ألف مصيبة على رأسي.
يقول: وقفت عند باب البقالة، بكيت وبكيت وأنا أقول لها: أنت وعدتيني، لماذا تخلفي وعدك؟. صرخت وبكيت.
يقول: وأنا أصرخ وأبكي شعرت بالغضب ينتابني ويستولي علي، ومعها فكرة أن أنهب زجاجة من الصندوق المليء بالكندادراي الحار القابع تحت الشمس عند باب البقالة. وكان ذلك ما فعلته. أخذت واحدة وركضت.
ركضت وركضت، وورائي يركض صاحب البقالة حتى تعثرت قدمي بصخرة وسقطت، ومعي سقطت زجاجة الكندادراي وانكسرت.
فأمسك بي صاحب البقالة وأنا أتوسل إليه أن لا يفعل أيّ من الخيارات الثلاث المتاحة له: إمّا أن يضربني، أو يخبر أمّي، أو يأخذني للشرطة.