خانه / مناجات الحکم / تجليات حسينية 

تجليات حسينية 

لو كنا في زمن الحسين عليه السلام :
لطالما توقفت عند سؤال مرعب للغاية كنت أتهرب منه دوماً و هو : لو قدر الله لي أن أكون في زمن ٦١ للهجرة و عاصرت الحسين عليه السلام :
_ تُرى ما هو موقعي بين كل من كان حوله ؟

_ هل كنت سأقف متفرجاً كأهل الشام ؟
_ أم كنت سأقعد عن نصرته كأهل المدينه ؟
_ أم كنت سأغدر به كأهل الكوفة ؟
_ أم كنت سأترك الدنيا و تجارتي و الأموال والعيال

إلى صحراء لا زرع فيها و لا ماء بل حر و دماء و عطش و فداء ؟
_ بالنسبةلي أنا غير قادر على الإجابة بكل صراحة !!! لماذا ؟
_ من لا يستطيع التجافي عن فراشه لصلاة الصبح و هو أزهد متاع كيف سيكون مع الحسين عليه السلام ؟
_ من لا يستطيع أن يقف مع الحق ضد الباطل لمصالحه الشخصية كيف سيكون مع الحسين عليه السلام ؟
الفتاة التي لا تتحمل حر الحجاب و ستر ما أمر الله به من مفاتنها كيف تكون مع زينب عليه السلام ؟
_ من لا يؤثر أرحامه و إخوانه على نفسه و لو بالقليل كيف سيكون مع العباس عليه السلام ؟
_ الشاب الذي لا يستطيع غض بصره عن فتاة متعرية كيف سيرافق علي الأكبر عليه السلام ؟
_ من لا يستطيع أن يتخذ القرار الحاسم في حياته مخيراً نفسه بين الجنة و النار في كثير من المواقف كيف سيكون مع الحر رضوان الله عليه ؟
مخطىء من يعتقد أن الجواب سهل و بديهي .. إنه أصعب مما نعتقد بكثير !!!
*- اللهم ارزقنا شفاعة الحسين يوم الورود ، وثبت لنا قدم صدق عندك مع الحسين ، وأولاد الحسين واصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام

تجليات حسينية

لو كان الإمام الحسين(ع) قد خرج استشهادياً، فلماذا خرج من مكة وقد كان الأمويون يخطّطون لكي يُقتل حتى لو كان متعلّقاً بأستار الكعبة؟ هل لأنّه لا يريد هتك حرمة الكعبة، أو لسبب آخر؟
مسؤوليّة التّغيير:
انطلق الإمام الحسين(ع) في حركة تغييريّة، ولم ينطلق من أجل أن يسقط شهيداً، وإن كان مستعدّاً للشّهادة فيما لو فرضت عليه في نهاية المطاف، من خلال انطلاقه في خطّ التغيير..

فالإمام الحسين(ع) يشير إلى أنّ الواقع ليس إسلاميّاً، وأنّه سيعمل كي يجعله إسلاميّاً، لأنّ الإسلام أمانة الله عنده. وهكذا نقرأ مثلاً في نقده للحكم في تلك المرحلة قوله: “اتّخذوا مال الله دولاً”، يعني مال الأمّة يتداولونه فيما بينهم تبعاً لأطماعهم ومصالحهم، “وعباده خولاً”، أي اتخذوا عباد الله عبيداً. وهذا ما تمثَّل في السنة الثانية من حكم يزيد، عندما أراد من واليه أن يفرض بيعته على أهل المدينة ليكونوا عبيداً له.

ثم نقرأ بعد ذلك كلمته المشهورة: “إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً، إنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ، ومن ردّ عليّ أصبر حتّى يحكم الله وهو خير الحاكمين”.
فالإمام(ع) يتحدّث عن حركته ليؤكّد أنّها حركة إصلاحيّة في الأمّة، باعتبار أنّه يحمل مسؤوليّة الأمّة، لأنّ الإمامة تمثّل حركة الإمام في تحمّل مسؤوليّة الأمّة، من خلال تقويم ما انحرف، وإصلاح ما فسد فيها.

للحديث بقية

همچنین ببینید

هل رأيت صورة في الإعلام أدمت قلبك من قسوة ظلم البشر؟

هل رأيت صورة في الإعلام أدمت قلبك من قسوة ظلم البشر؟ حولها فورًا في ذهنك …

يقول الفيلسوف المعاصر غلامحسين دينانى

يقول الفيلسوف المعاصر غلامحسين دينانى: “مخلوق كالوردة تبقى وردة إلى يوم القيامة، ولا تستطيع أن …

تشكل اللحظات الحازمة المفتاحية مفترق

تشكل اللحظات الحازمة المفتاحية مفترق طرق يكون فيها على الإنسان الاختيار بين الشعور بالأمان وانتخاب …

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *