الإنسان الكوني: سعة الأرض وما عليها
تتغير أفكار الفرد وقناعاته عن قدراته وما يمكنه أن يكون والصورة التي من شأنه أن يكون عليها، وذلك بناء على المعنى الذي يصنعه في ذهنه عن وجوده على الأرض. فله الخيار أن يرى نفسه كمخلوق يتقاذفه من في الأرض وما عليها بتشكيل ظروفه. وله الخيار أيضًا أن يرى نفسه متحكمًا بحياته بحيث له سيطرة على الكثير من مجريات حياته، كما وله السيطرة على ردود أفعاله تجاه المجريات التي ليس له سيطرة عليها. وله الخيار أن يرى نفسه جزء من المؤثرين في تشكيل ظروفه وظروف الآخرين. كما وله الخيار أيضًا أن يرى نفسه فوق ذلك كله، فيرى نفسه مؤثرًا ليس فقط في تشكيل الظروف الحالية له ولمن حوله، بل على تكوين الوعي الجمعي بما فيه من تبعات تصل للأجيال القادمة. فهو يبدأ يومه بسعة ومصادر وخيارات بوسعة الأرض ومن عليها وما عليها، يستثمرها لغرس كلمة الله في قلب ما، في مكان ما.
يساعد على ترسيخ الوعي الكوني التدبر في الآية الكريمة: “أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلْأَرْضَ مِهَٰدًا (النبأ – ۶)”.
وسؤال نفسك في كل وقت: “كيف لمن على الأرض وما عليها أن يكون لي مصدر استثمار من أجل أن ألهم وأساعد أحد بأن يُدخل كلمة الله في قلبه؟”.🌼