الإنسان الكوني: ثوابت الارتباط بالله
من يمضي في خط مستقيم يصل أسرع من ذاك الذي يمشي بخطى متعرجة، يقف تارة ويرجع للوراء تارّة ويتردد مشككًا في وجهته تارة أخرى. وبقدر انجذاب القلب نحو جمال الله وجلاله، تكون قدرته على تحقيق سلامة معتقداته وتصوراته عن خالقه وذلك عندما تعصف بصاحبه أزمات التفكير المعوج. فحين يكون الهوى طاغيًا، والمشاعر مضطربة، ويشعر الفرد باستحقاق أكثر مما يحسب أنّه يمتلك في كيانه وحياته، تقوم تفاصيل تلك الأفكار الناتجة عن ذلك التفكير المعوج بإغلاق أبواب القلب أمام رؤية تجليات الله في الحياة، تلك التي تذكره بأنّ من خلقه هو رب له الأسماء الحسنى، وبأنّه خُلق من أجل أداء رسالة ذات مغزى ومعنى. ولكن قبل ذلك كان هناك صوت قد خُمّد، صوت يقول لا تسمح لأفكارك بأن تكون متوحشة في لحظات انفعالك وضعفك ونشوة انتصارك، فتتدافع وتصطدم بمعتقداتك وقيمك وتسهل عليك التشكيك فيها، بل وقد تصل بك لمرحلة غاية في الخطورة حيث تنسف أسس من تلك المعتقدات الصحيحة والقيم السليمة دون منطق ولا دليل، ولكنّك في ذات الوقت تحسب واهمًا بأنّك استندت على فكر متحرر منير.
يساعد على ترسيخ الوعي الكوني التدبر في الآية الكريمة: “سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (۱۵۹) الصافات”.
وسؤال نفسك عندما تكون في وضع ضعيف بمشاعر وأفكار حادة غير متزنة: “ما هو الثابت الذي يربطني بالله في هذه اللحظة، وكيف أستند عليه لأصحح مسير الأفكار التي تخيم على ذهني الآن؟”.🌷