الوعي الكوني: إهداء الانشراح
عندما نرى ما هو جميل من جبال وسهول وصحراء وخضرة، نسمع كلام يحمل محبّة، نلحظ فعل قام به شخص به عطر من الإنسانيّة، يصل لآذاننا صوت بلبل صدّاح، نرى ابتسامة رضا على وجه أحد،… حينها تزداد احتمالات أن نكون في حال يحفزنا للقيام بعمل جيد، وخلق ما ينتج عنه خير وجمال. فكلما كان الانشراح رفيقًا للإنسان، ازدادت احتمالات قيامه بما هو خيّر وجميل. وكلّما كان البؤس رفيقًا له، ازدادت احتمالات قيامه بما يؤذيه ويؤذي الآخرين. فحين يختار الإنسان حال الانشراح، يتمكن من رؤية الله وعظمته ورحمته حتى في أوج المشكلات والصعوبات. وحين يختار المسكنة والبؤس، فلا يتمكن من رؤية شيء سوى ضعفه وعجزه، ويغفل عن قدرة الله ورحمته. فإن أردت أن تُهدي الوجود شيئًا، فلك أن تختار إهداء ما يساهم في أن يتبنّى شخص ما حال الإنشراح. وأجمل من ذلك هو أن تختار أنت حال الانشراح وتعيشه لتكون نموذجًا جميلًا قد يرغب قلب بالاقتداء بك.
يساعد على ترسيخ الوعي الكوني التدبر في الآية الكريمة: “{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}(الشرح/۱)”.
وسؤال نفسك على الدوام: “ما الفعل الذي أستطيع أن أقوم به الآن لأزداد انشراحًا، وأساهم في التأثير بالآخر ليتأمل الإنشراح أيضًا؟”.🌼