الوعي الكوني: جودة الحديث القيمية
أغلب الكلام الذي نتحدث به مع الآخرين يدخل ضمن الكلام الاعتيادي حيث يكون في الجلسات العائلية والصداقات وزمالة العمل وما إلى شاكلتها. وهي الأحاديث التي لا نولي لها تركيزًا كبيرًا لأنّها تعتبر كلامًا عابرًا لأناس اعتدناهم واعتادونا وعرفناهم وعرفونا. ولكنّه كثيرًا ما يكون الكلام الأخطر الذي يدور في الذهن وينطق به اللسان. فالحديث يكون عن التحليلات والاستنتاجات المبنية على المشاعر والمخاوف والآمال والأهواء دون المرور من خلال مرشحات قيمية تفرز ما هو رديء وما يبعث على اهتزاز الثقة بالله وبالنظام الربّاني، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو من خلال تلميحات أو معاني مبطنة. فلا يتم منح الانتباه الكافي لتقييم الاتجاه الذي يمكن أن يأخذ المستمع بخياله وأفكاره بعد أن يسمع ما يُقال. والمستمع هنا ليس فقط الآخر الذي يستمع للحديث، بل المتكلم نفسه والذي يتفاعل مع كلماته مرتين، مرّة باللسان الذي نطقها ومرّة أخرى بأذنه التي يسمع بها ما نطق لسانه.
يساعد على ترسيخ الوعي الكوني التدبر في الآية الكريمة: “يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلاَ تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ-المجادلة/۹”.
وسؤال نفسك والطلب منها أن تأتي ببرهانها عندما تتحدث مع أيّ أحد سواء كانت أحاديث اعتيادية أم بموضوع محدد: “كيف أتأكد من أنّ ما أقوله لا يُفهم منه أو يُستنبط من خلاله ما يخالف قيمة أو يشكك برحمة الله وعدله، أو يبث يأسًا بالنظام الربّاني؟”.🌼
أوراق خضراء على طريق السمو الإنساني☘
ليس من الجميل أن تطلب من الله غير الله. اربط كل ما تريد الحصول عليه بالله، في ذهنك وقلبك قبل أن يكون على لسانك.
إذا أردت صحّة، رزقًا، علمًا، علاقة تحمل ودّ ومحبّة، أو أيّ شيء… تأمّل كيف لك أن تجعل من وجودها في حياتك جسرًا تعبر بها إلى المحبّة والرضا.
إنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ.🌷