خانه / مناجات الحکم / كان خرتيت شاب يمشي وحيدًا في الغابة. رآه طائر وسأله عن سبب وحدته؟

كان خرتيت شاب يمشي وحيدًا في الغابة. رآه طائر وسأله عن سبب وحدته؟

كان خرتيت شاب يمشي وحيدًا في الغابة. رآه طائر وسأله عن سبب وحدته؟

قال الخرتيت: جميع الخراتيت وحيدة.

الطائر: هل معنى ذلك بأن ليس لديك أي صديق؟
الخرتيت: ما معنى صديق؟

الطائر: صديق يعني ذاك الذي يكون بجانب ويحبك ويساعدك.

الخرتيت: لا… لا يمكن للخراتيت أن يكون لها أصدقاء.

الطائر: ولكن ظهرك يحكّك باستمرار لأنّ هناك حشرات صغيرة تتراكم في ثناياه. تحتاج لأحد يقوم بنزعها.

الخرتيت: أنا جلدي سميك جدًا، لا أستطيع أن أكون صديقًا لأحد.

الطائر: الصداقة تتعلّق بالقلب وليس بالجلد.

الطائر: ولكن أنا لا أرى قلبي.

الطائر: ذلك لأنّك لم تستخدم قلبك، ولكننّي متأكد من وجود قلب رقيق. بدليل أنّك بدل من أن تخيف طائر أو تؤذيه، أنت تحدّثه الآن.

الخرتيت: ماذا يعني ذلك؟

الطائر: يعني أنّ للخرتيت سميك الجلد قلب رقيق يستطيع أن يكون عاشقًا. قال ذلك وهو جالس على ظهر الخرتيت يحكّ ظهره وينزع الحشرات عنه، والخرتيت يشعر بالراحة من ذلك.

الخرتيت: هل هذا اسمه حب؟، يعني أن أحب أن تجلس على ظهري وتحكّه وتنزع الحشرات؟

الطائر: لا، اسم هذا احتياج. الحب أسمى من ذلك.

مضت أيام وأشهر كان يأتي الطائر كل يوم ويجلس على ظهر الخرتيت يحكّه وينزع الحشرات.
وفي يوم من الأيام قال الخرتيت للطائر: هل تعتقد بأنّه يكفي أن ينتاب خرتيتًا شعور بالراحة عندما يحكّ طائر ظهره وينزع حشراته؟

الطائر: لا، ليس كافيًا.

الخرتيت: نعم… لأنّي الآن أشعر بأنّي أحب أشياء أخرى أيضًا. مثلًا أنا أحب الآن أن أراك أكثر من أن تحكّ ظهري.

التفّ الطائر ووقف أمام الخرتيت وأخذ بالغناء.
نظر إليه الخرتيت ونظر ونظر ونظر… ولم يشبع من النظر.
فكّر الخرتيت مع نفسه بأنّ هذه أجمل لحظات عمره. وهو أسعد خرتيت لأنّه ينظر لأحلى طائر.
هنا شعر بأنّ شيء سقط من عينيه.
خاف الخرتيت وصاح بالطائر….
أيّها الطائر… أنا رأيت قلبي، ذاك الذي حدّثتني عنه. ولكنّه الآن سقط من عيني. ماذا عساني أن أفعل الآن؟

الطائر: لا تخف. لديك الكثير من هذه القلوب الصغيرة.

الخرتيت: ما معني أن يحب خرتيتًا أن يرى طائر ويسقط قلبه من عينيه عندما يراه؟

الطائر: يعني أنّ الخراتيت تستطيع أن تعشق.

فسأل: ماذا يعني أن يعشق أحد؟

الطائر: يعني أن يتقاطر قلب أحد من عينيه.

كان الخرتيت يريد أن يواصل الطائر في الحديث ويطير أمامه ويطيل النظر إليه وأن يسقط قلبه في كلّ مرّة يراه. ولكنّه خاف أن ينتهي قلبه.
فابتسم وقال لنفسه: أنا لم أكن أمتلك قلبًا، ومادام منحني الطائر قلبًا، فلا بأس بأن يتقاطر قلبي من عيني من أجله… فأنا أعشقه. مترجم🌹

همچنین ببینید

هل رأيت صورة في الإعلام أدمت قلبك من قسوة ظلم البشر؟

هل رأيت صورة في الإعلام أدمت قلبك من قسوة ظلم البشر؟ حولها فورًا في ذهنك …

يقول الفيلسوف المعاصر غلامحسين دينانى

يقول الفيلسوف المعاصر غلامحسين دينانى: “مخلوق كالوردة تبقى وردة إلى يوم القيامة، ولا تستطيع أن …

تشكل اللحظات الحازمة المفتاحية مفترق

تشكل اللحظات الحازمة المفتاحية مفترق طرق يكون فيها على الإنسان الاختيار بين الشعور بالأمان وانتخاب …

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *