كلّ مرّة نصفح فيها عن أحد، يتجلى جمال أرواحنا للوجود بصورة أوضح.
وحده ذاك الذي تقوّتْ جذور الإنسانية لديه، وتغلغلت في قلبه معاني الإيمان والقوّة والسمو قادر على الصفح، فمن كانت نفسه هشّة ضعيفة، لا يقوى على أن يتجاوز الأذى ليصل إلى الصفح، فهو يسقط في وحل التحامل والانتقام، ولا يقوى على الخروج منه بسهولة، ومن يحتويه التحامل والانتقام يكون مصدر أعماله ودوافعه إيصال الضرر بالآخر وليس مصلحة نفسه أو تصحيح وضعه أو رفعه لمستوى أفضل، فيعمل ويسعى لشقائه وشقاء غيره.