التعامل مع المخاوف والأوهام كحقائق يبعدنا عن الإنصاف ويعيّشنا حياة دفاعية لا تطويريّة.
الإنصاف ليس عملاً أو مهارة، بل هو قيمة إنسانيّة راقية، لا يستطيع تطبيقها إلّا من آمن بها وبأهمّيتها، وأدخلها بوعي ضمن معتقداته وأولويّاته، فتهيمن على تحليله وتفكيره، وتؤثّر على كلماته وأفعاله، فيعيش بها الأحداث الصغيرة والكبيرة، يصارع صعوبتها بإيمانه بجمالها، ويداوي خيبته من نفسه حين يخفق في تحقيقها بزيادة في الوعي بها، والتمادي بالإصرار عليها، فتصبح رويداً رويداً ضمن نسيجه الأخلاقي، وتطلّ بجمالها من خلال جوانب مختلفة من شخصيّته.