قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (القصص-۱۶)
.
تأمل هذه الآية الكريمة على الدوام لتعرف بأنك لست أنت الذي تحدّد مدى أهمية نفسك، وهي ليست ملك لك تفعل بها ما تشاء. فكما أن ظلمك للآخر ذنب، فكذلك هو ظلمك لنفسك، بل وظلمك للآخر ما هو إلا انعكاس لظلمك لنفسك.
فلا تضيع جهدك في البحث عمن ظلمك بكلمة أو فعل مقصود أو غير مقصود تعتقد بأنّه أهانك أو قلل من شأنك. فمهما فعل الآخر بك فأذاه لا يمكن أن يتغلغل بداخلك ويغير منك شيئًا ما لم تسمح له أنت بذلك.
ولكن في المقابل وجّه تركيزك نحو الظلم الذي تقوم به أنت تجاه نفسك من خلال الظنون والأفكار السامة التي تدور وتدور في قلبك وعقلك، فتقلص بذلك شأنك الإنساني الذي كرمك الله تعالى به.
فذكر قلبك دائمًا بأنّ الله يحبك ولا يرتضي لك ظلم نفسك. فالله تعالى يحب أن يراك في المقام الذي يليق بك. فهو الذي خلقك في أحسن تقويم.🌹