هيمنة

 

هيمنة

 

يكرّر أنّه يحب القيم الرفيعة ويكره الممارسات السيئة

ولا شيء أسوأ وأثقل على قلبه من الخداع الذي لا يرى سبيلاً للتعامل معه

فالخداع يرسم الخط الفاصل بينه وبين الآخرين لا يمكن تجاوزه وغفرانه

مهما كان الخداع صغيراً ومهما حمل الآخرون صفاتاً جميلة وراقية

فتعريفه للخداع هو خليط يعكس نظرته لذاته وميوله وآماله ومخاوفه

ويقيّم الناس بناء على عدد مرات خداعهم له، وقدراتهم على ذلك

فيبقى يراقبهم من قريب وبعيد، ويمتحنهم في مواضع مختلفة

فإن لم يتصرفوا كما توقّع، وضعهم في مرتبة أدنى وصيّرهم متهمين

ولا يرضى عنهم حتى يسعوا لإثبات براءتهم له وإقناعه بها

 

فحين يُهيمن علينا شبح تجنّب صفة سيّئة أياً كانت، وتبقى هي المسيطرة

نقوم بتقييم الناس بناء عليها، وتبقى لها الأولوية في مقاييسنا

ونكون مهووسين بالتأكّد من خلو الآخرين من هذه الصفة تحديداً

حينها… لنا أن نرجع لأنفسنا ونقيس وجود تلك الصفة بالتحديد فينا

هل فعلاً يهيمن علينا ذلك لأنّنا نرى أنّ قيمة عالية قد انتُهكت من خلالها؟

أم لأنّنا نعتقد بأنّها قد تنطوي علينا بسهولة دون أن نعي؟

أم لأنّها الجانب الضعيف فينا ومن السهل انقيادنا لها؟

أم ربّما لأنّنا نعلم أنّها موجودة في مكان ما بداخلنا ويصعب علينا اقتلاعها

 

فإجاباتنا تساعدنا في التعرّف على أحد أعمق مخاوفنا ونقاط ضعفنا

وأن ندير وجهتنا لتقييم أنفسنا وتطويرها بدل تقييم الآخرين وظلمهم

وأن نأخذ طريقاً عطراً لنساهم في قلع جذور تلك الصفة القبيحة

ونزرع بذور القيم الإنسانية التي تزيل تلك الصفة وتمحوها

ونرويها بماء الصدق والإخلاص

والمحبّة للخلق حبّاً في الخالق.

همچنین ببینید

هل رأيت صورة في الإعلام أدمت قلبك من قسوة ظلم البشر؟

هل رأيت صورة في الإعلام أدمت قلبك من قسوة ظلم البشر؟ حولها فورًا في ذهنك …

يقول الفيلسوف المعاصر غلامحسين دينانى

يقول الفيلسوف المعاصر غلامحسين دينانى: “مخلوق كالوردة تبقى وردة إلى يوم القيامة، ولا تستطيع أن …

تشكل اللحظات الحازمة المفتاحية مفترق

تشكل اللحظات الحازمة المفتاحية مفترق طرق يكون فيها على الإنسان الاختيار بين الشعور بالأمان وانتخاب …

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *