عيد

 

عيد

 

كلّ من على الأرض يعرف رسالته التي خُلق من أجلها وهو يعمل عليها

ولا تستثنى من ذلك حتى الحشرات، تلك التي كثيراً ما يحتقرها الإنسان

فكلّ منها تعمل بما يقتضيه واجبها كما أراد لها خالقها دون كلل أو ملل

وتقوم بمساعدة الطبيعة لتكون مهداً مناسباً للإنسان

ليمضي في طريق الأمانة التي حملها ويحقق الغاية التي خُلق من أجلها

فالإنسان هو الوحيد الذي ينسى ويغفل

فكل واحدة من تلك الحشرات تُعلّم الإنسان درساً جميلاً…

في العمل والتضحية ونكران الذات لأجل الهدف الأسمى

فالخنافس تنظّف الأرض، والديدان تحرثها، والنحل يصنع دواء فيه شفاء

 

وأمّا الفراشة… فلها شأن مختلف

فهي تضيف روحاً بها عشق وجمال

وتنقل لقاح نباتات لأخرى هي بحاجة لذلك اللقاح

فهي بذلك لا تعطي فقط من الخير الذي تملكه…

بل تعمل كموصل للخير وناشر له

وتقوم بذلك بخفّة وجمال دون مَنّ أو أذى

وتطبع قبلة أمل ومحبة على كل زهرة

وتعمل ذلك كلّه في عشق النور وفي سبيل الوصول إليه

وعندما ترى انعكاس ذلك النور ولو في ضياء شمعة…

يصبح هو كلّ شيء لها

تدور حوله ولا تبالي لو احترق جناحها بتلك الشعلة

وتعمل لجذب الآخرين لذلك النور برقصاتها المتناغمة

 

فما أجمل أن نكون كالفراش نُلهم الآخرين لطريق النور

ونساهم في نشر الخير لأجل حب النور، ويكون النور هو مركز وجودنا

ولا يتسنى لنا ذلك سوى بالخروج من قوقعة أنفسنا

فتصبح أبصار قلوبنا تنظر للنور وتتجه إليه، وتسمع صوته حين ينادينا

فندعو بقلب منشرح يملؤه الأمل، بأن يوفقنا الله الكريم للمضي في طريقه

والوصول لقبس من جماله وتجربة لحظة من عشقه.

 

 

 

كتب أخرى للمؤلفة

 

نحن… وأسماء الله الحسنى

أوراق خضراء على طريق السمو الإنساني

تأملات على ضفاف نهر الحياة

أخطاء الذهن

الإنسان الكوني

زهرات من بساتين القيم

التحرر من الوهم

كلام من ورد

شذرات من الجمال الكوني