قال العالم لرفيقه الباحث بثقة: إنّ بكتيريا مرض الجذام لا تصيب مخلوق سوى الإنسان.
رد عليه الباحث: وكيف جزمت؟
العالم: قمنا بأبحاث على جميع الحيوانات ولم نر فيها إصابات من تلك البكتيريا.
الباحث: هل تقصد بأنّكم اختبرتم جميع أصناف الحيوانات الموجودة على الأرض؟
العالم: نعم أغلبها، فيمكننا استنباط هذه النتيجة.
ولم يمض طويلًا حتى تم اكتشاف بكتيريا الجذام في حيوان المدرع، وفي فصيل واحد فقط من بين فصائل القرود تدعى القرود المنجابية.
وأنا وأنت…
كم من النتائج التي استنبطناها وتبنيناها فقط لأنّنا قررنا أن نضع نهاية لتساؤلاتنا وبحثنا،،، فجزمنا بالنتيجة؟
فالذهن يحب الوصول للنتائج والاستقرار،
ولا بأس من ذلك طالما لا نغلق باب التفكير بالجزم القاطع للنتيجة،
فما لا نعرفه بحر واسع يحتاج لتواضع جمّ منّا حتى نتمكن من الإبحار فيه.
ولابد لنا من التحلي بالشجاعة لننظر من أجل أن نبصر،
ونسمع من أجل أن نفهم،
ليأخذنا بصرنا وسمعنا للإدراك والتحليل وصنع المعاني،
فنقيسها على ثوابت العقل والسنن الكونية والروح الإنسانية،
ومن ثم نتبنى المعنى،
ونُبقي الباب مفتوحًا لكي نزداد علمًا ونصحح خطأ،
وندفع زكاة ما تعلمنا باستثماره للخير،
وصناعة بيئة أكثر خصوبة لازدهار الروح لرسم قدرها الذي أراده الله لها.🌷