زمزمه عـرفان مطالب تربيتي، عرفاني و اخلاقي و كتابهاي سركار خانم طاهره سادات زرگرمرادي
تبدو السحلية ذات القرون كما باقي السحالي للوهلة الأولى،
إلا أنّها تفوقهم بالتطرّف في التعامل مع من تخاف منه،
فهي تتبنّى استراتيجية قاسية لإخافة من تحسبه عدوًا،
فتشكّل ضغطًا على مناطق محدّدة من رأسها،
فتجمع دمًا… وتنثره بقوّة من عينيها.
فيبهت عدوها ويبتعد،
وتبقى هي وعيناها ووجهها المصبوغ دمًا.
وأنا وأنت…
الخوف شعور طبيعي منحه الله إيّانا لحمايتنا،
ولكنّنا قد نغرق فيه لدرجة أنّنا نشغل أذهاننا باستراتيجيات دفاعية أكثر بكثير من اشغاله بصناعة شخصياتنا،
تلك الشخصيات التي تساعدنا على التعامل مع التحديات وإيجاد حلولًا لها بدلًا من التأهبّ الدائم للطوارئ.
فذلك التأهب يجعل نفوسنا ومعها أجسادنا وحتى أدق خلايانا تعيش حالة تأهب وتوتر،
وتلك حالة ضعف وترقّب لاستقبال ما نكره،
والاستمرار في تلك الحال يكرّس الضعف بشكل أعمق،
وهو بدوره يرفع من استفزازنا خوفًا من التهديدات المحتملة،
وهكذا ندور في دائرة مغلقة…
فتضيع أرواحنا بين نفس مستفزّة وجسد متوتر متأهّب،
ولا تحصل أرواحنا على فسحة من سكون نفس لكي تحكمنا وتوجهنا وتدلّنا على الطريق،
ذلك الطريق الذي يأخذنا لأقدارنا الكونيّة.
فمن حق أرواحنا -وهي التي تحمل نفخة من روح الله- علينا أن نذكّر نفوسنا بأن الله يسمع ويرى،
وهو واسع وقدير،
وهو محيط بنا دائمًا… دائمًا
هي إحاطة مُحبّة رحيمة رؤوفة.
فعندما نعيش تلك الإحاطة ونستشعرها ولو بنسبة صغيرة،
فإنّ نفوسنا قد تهدأ،
ذلك لأنّها على يقين بأنّ المحيط بها مُحبّ رحيم رؤوف… بل وحكيم،
فيساهم ذلك في سكونها واطمئنانها،
وحين تسكن نفوسنا وتطمئن…
يمكنها أن تستمع إلى نداء الروح الذي يأخذ قلوبنا للنور
لنرى الطريق ونمتلك شجاعة المضي فيه.🌷