الأخطبوط العملاق عملاق
ولكنّه ضعيف من نواح عدة،
أحدها بآنّه يتوتر عندما يكون تحت الضغط،
فيقوم بالتهام أطرافه.
والغريب أنّ توتره يزداد بقوّة عندما يبتعد عن بيئته الطبيعية،
أو يكون مسجونًا في بيئة اصطناعية حتى وإن كانت مرفّهة،
فيزداد توترًا وحدّة في التهام أطرافه.
وأنا وأنت…
يقول الإمام علي عليه السلام “الناسُ نيامٌ فإذا ماتُوا انتَبهوا”
فحين ننتبه من الممكن أن نكتشف بأنّنا كنّا في وهم اعتبرناه حقيقة،
لم تكن البيئة التي صنعناها في أذهاننا بيئة ترتبط برسالتنا الربّانيّة،
فأفكارنا مشوشّة،
ومشاعرنا مضطربة،
والتوتر رفيقنا،
ويصعب علينا أن نعيش السلام.
فكيف لنا السلام إذا كنّا بعيدين عن مصدر السلام؟
فنفخة الروح بداخلنا “وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي” هي مصدر السلام،
وإذا كنّا قد أغفلناها في حياتنا وصببنا توجهنا نحو الراحة والمتعة والاستحواذ،
فنحن نبتعد كل البعد عن السلام المرتبط برسالتنا الربّانيّة،
فنرى أنفسنا موكلون إلى أنفسنا،
فنزداد توترًا…
ونؤذي أنفسنا والآخرين بأفكارنا وأفعالنا،
ونحمل على أكتافنا تبعات ما كسبت أيدينا.
فلنفر إلى الله من الانفصال إلى الاتصال بالنفخة الربّانيّة التي كرّمنا الله تعالى بها،
ونخلق لأنفسنا سبل تساعدنا على أن نتذكر من نكون،
ولأيّ غرض نحن هنا… في هذه الدنيا،
ونذكّر قلوبنا بأنّنا متصلون بخالقنا الرحمن الرحيم.
فيجذّر ذلك بداخلنا جذور السلام،
وتلك الجذور تقتلع بذور التوتر،
فننمو ونزدهر… ونساهم في إعمار الأرض،
ويكون وجودنا مصدر خير أينما كنّا.🌷