خانه / مناجات الحکم / أسماك القرش مخلوقات غريبة محيرة

أسماك القرش مخلوقات غريبة محيرة

أسماك القرش مخلوقات غريبة محيرة

فما لا يُعرف عنها أكثر بكثير مما يُعرف،

ومن أكثر ما يحير فيها هي الكيفية التي تشق طريقها في المحيطات لآلاف الكيلومترات،

تلك المحيطات الكبيرة شديدة الظلمة.

ولكنّها تعرف كيف تصل… وهي فعلًا تصل،

تصل ليس للمكان الأقرب والأكثر راحة لأن تكون فيه،

وليس للمكان الذي يسهل عليها أن تكون فيه،

بل للمكان الذي يجب عليها أن تكون فيه.

فجميع قواها وقدراتها ومهاراتها متجهة للتركيز على ذلك المكان الذي يجب أن تصل إليه.

 

وأنا وأنت…

خُلقنا لنصل إلى السمو الإنساني ونقترب من حقيقة الروح التي نُفخت فينا،

فنحن وجدنا في هذه الدنيا لنشق طريقنا من أجل أن نصل إلى هذا المكان.

ولكن الطريق إليه صعب وموحش،

فهو طريق نمشي فيه وحيدون ولو كنّا محاطين بالمليارات من الناس.

ومع ذلك… فإنّ كل إنسان يعرف في أعماقه وجهته وأين “يجب أن يكون”،

يعرف بأنّ ما يدله على الطريق هو التمسك بالقيم الإنسانيّة،

واتخاذ القرارات الصعبة عندما يكون الهوى مُلحًا.

ولكن… عندما يركن الإنسان لثقافة مجتمعية تحوّل الكثير من القبيح لاعتيادي،

وعندما يضجّ الجموع باتجاه الغوغاء ويمارسون أنواع الترهيب والترغيب ليكون معهم… ويسلّم عقله لهم،

وعندما يقنع نفسه بأنّ الخير الموجود بداخله كثير يغنيه عن السمو بنفسه… فيتوقف عن تهذيبها،

هنا… هو يمضي في طريق ليصل إلى مكان ما،

ولكنّه بالتأكيد ليس المكان الذي يجب أن يكون فيه.

فقد يكون مكانًا مريحًا أو سهلًا أو مغموسًا بمتعة يحبًها،

ولكنّه ليس المكان الذي خُلق من أجله،

فقد يمشي في الاتجاه الذي يوصله لأهدافه الحياتية… ويغفل عن أهدافه الوجودية.

 

فلنفر إلى الله من التيه إلى وضوح الوجهة والمقصد لنصل إلى المكان الذي يجب أن نكون فيه،

المكان الذي يأخذنا للسمو الإنساني لنقوم بدورنا في إعمار الأرض،

فالمضي نحو ذلك المكان هو واجب أخلاقي وإنساني تجاه أنفسنا والكون معنا،

ويمكننا أن نسأل أنفسنا في كل وقت: ” في هذه اللحظة بالتحديد… ما هي الفكرة، الكلمة، الفعل، ردّة الفعل التي تتناسب أكثر مع القيم الإنسانيّ،ة وبها شبه من المكان الذي يجب أن أكون فيه؟”

فذلك سؤال قد يكون صعبًا في الأوقات الاعتيادية… بإجابات أصعب في الأوقات الحرجة،

ولكن طرحه وتطبيق إجاباته القيمية يفتح لنا أفقًا لنمضي في الطريق الذي يوصلنا للمكان الذي يجب أن نكون فيه،

فذلك المكان هو سلام وانشراح.🌷

همچنین ببینید

هل رأيت صورة في الإعلام أدمت قلبك من قسوة ظلم البشر؟

هل رأيت صورة في الإعلام أدمت قلبك من قسوة ظلم البشر؟ حولها فورًا في ذهنك …

يقول الفيلسوف المعاصر غلامحسين دينانى

يقول الفيلسوف المعاصر غلامحسين دينانى: “مخلوق كالوردة تبقى وردة إلى يوم القيامة، ولا تستطيع أن …

تشكل اللحظات الحازمة المفتاحية مفترق

تشكل اللحظات الحازمة المفتاحية مفترق طرق يكون فيها على الإنسان الاختيار بين الشعور بالأمان وانتخاب …

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *