خانه / مناجات الحکم / الفيلة حيوانات لطيفة أليفة

الفيلة حيوانات لطيفة أليفة

الفيلة حيوانات لطيفة أليفة

ولكن ما أن تشعر بالضغط أو التوتر أو الجوع حتى تُظهر وجهًا آخرًا قاسيًا شرسًا متوحشًا لا تأبه معه لشيء،

فتكسّر وتدمّر،

وحين يزول توترها،

تقرّر أن ترجع هادئة لطيفة مرّة اخرى.

 

وأنا وأنت…

من الممكن أن نكون كما الكثيرين الذين يمنحهم الناس صفة الطيّب الحنون الخلوق المعطاء،

ولكن ما أن نسمع أو نرى ما يلامس وترًا حساسًا بداخلنا يحرّك…

غضبًا مدفونًا،

ثقة مهزوزة بأنفسنا،

خوفًا مكبوتًا،

آمالًا خائبة،

أو قيمة ذاتية متقلصة…

فإنّ وجهًا آخرًا منا يظهر إلى الوجود.

ومن الممكن أن يكون ذلك الوجه واضحًا يراه الآخرون نعبّر عنه بشراسة في الكلام أو قسوة في الفعل،

أو من الممكن أن يكون خفيًا كبركان يتفجر بداخلنا حقدًا أو كرهًا أو حسدًا أو رغبة في انتقام مختبيء وراء ملامح هادئة وابتسامة لطيفة.

 

فلا تكمن خطورة هذا البركان الخفي فقط في توهم الآخر حال لنا يخالف حقيقتنا،

بل الخطورة كل الخطورة تكمن في قدرتنا على اقناع أنفسنا بأنّنا فعلًا أناس خيرون طيبون وما يدور بداخلنا ما هو إلا لحظة غضب عابرة.

 

ولكن الغضب إذا كان معتّقًا بنكهة حقد أو كره أو حسد أو رغبة في انتقام فهو ليس شعور غضب فحسب،

بل هو حال قلب،

وحين يكون حال القلب سامًا،

فنحن نسد طريق السمو الإنساني على أنفسنا.

 

فيليق بنا أن نفرّ إلى الله من انكار مكنونات القلب السامّة المعتّقة… إلى رؤية تلك المكنونات والعمل على إزالتها بالعلم والعمل والدعاء الذي نؤسس من خلاله واقعًا نطلبه،

فالسعادة سعة وانطلاق،

وهي لا تتمكن من مرافقة قلب يحمل سمومًا قاتلة للسمو الإنساني.

فالسعادة هي حال قلب منشرح متصل بالله مصدر السلام والجمال،

وذلك يأتي حين تكون قلوبنا بيوتًا لله،

فبيوت الله هي القلوب الصافية المتصلة بجوهر النفخة الربّانيّة التي كرّم بها الإنسان.🌷

همچنین ببینید

هل رأيت صورة في الإعلام أدمت قلبك من قسوة ظلم البشر؟

هل رأيت صورة في الإعلام أدمت قلبك من قسوة ظلم البشر؟ حولها فورًا في ذهنك …

يقول الفيلسوف المعاصر غلامحسين دينانى

يقول الفيلسوف المعاصر غلامحسين دينانى: “مخلوق كالوردة تبقى وردة إلى يوم القيامة، ولا تستطيع أن …

تشكل اللحظات الحازمة المفتاحية مفترق

تشكل اللحظات الحازمة المفتاحية مفترق طرق يكون فيها على الإنسان الاختيار بين الشعور بالأمان وانتخاب …

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *