زمزمه عـرفان مطالب تربيتي، عرفاني و اخلاقي و كتابهاي سركار خانم طاهره سادات زرگرمرادي
هي فيروسات انفلونزا الطيور
ولكنّها ليست انفلونزا للطيور فقط،
فهي حين تنتقل من الطيور لمخلوقات أخرى تتحوّل لوجود شرس لا يقف لحد الانفلونزا،
ففي دراسة على حيوانات أثبتت بأنّ من ۵۷ حيوان مصاب بأنفلونزا الطيور،
۵۳ منهم لديهم أعراض عصبية كصرع وعدم الاتزان وأورام،
وينعدم حسها الفطري أيضًا في الحذر عندما يقترب منها الإنسان.
وأنا وأنت…
عندما تتكون لدينا فكرة فاسدة… نتركها لتترسخ،
أو رغبة ممزوجة بالهوى نعلم بأنّها لا تتناسب مع أبسط المبادئ الإنسانيّة… ونغذّيها بمتعة الخيال،
أو تفاعل في قلوبنا لانتقام… ونصنع سيناريوهات شرسة في أذهاننا نشعر معها بالقدرة والرضا،
أو تذمر لأوضاعنا ولما لا يعجبنا… ونستمر بهذا التذمر دون أن نقوم بإصلاح لما فيه صلاح،
أو شعور بإحباط وتقليص لقيمتنا الذاتية… ونركن لشعور الضعف والمسكنة دون نهوض،
أو …
فهي جميعها فيروسات تبدأ في أذهاننا ولكنّها لا تبقى هناك فحسب،
بل تنتقل إلى آخرين.
فنحن كائنات اجتماعية نتواصل حتى من خلال صمتنا… فما بال كلامنا وأفعالنا؟
فتنتقل فيروساتنا للآخر… ماعدا من كان محصنًا بدرجة وعي رفيعة حيث يقوم بتحليل دقيق لما يصله من كلمات وما يراه من أفعال وتلميحات وتعابير،
وهؤلاء نادرون… نادرون جدًا،
فاغلبنا لدينا قنوات مفتوحة ليس عليها حارس عقلي مسلّح بالوعي واليقظة.
فلنفر إلى الله من نشر فيروساتنا القلبية والعقلية والعاطفية، لنصل إلى تضعيف تلك الفيروسات واستبدالها بما يُساهم في استخراج أجمل ما في الآخرين،
فالارتقاء بأنفسنا انسانيًا عملية لا تخصنا نحن وحدنا،
والتهاون فيها لا يقتصر ضرره علينا وحدنا،
بل من الممكن أن ننقل للآخر ما يفوق أذاه ما نتحمله نحن،
ويكون لنا سهم على المستوى الكوني في الأذى، وفي تبعات ذلك الأذى أيضًا.
فلا سبيل لنا سوى أن نخلق الجمال بداخلنا على المستوى القلبي والعقلي والعاطفي،
فننقل للآخر شذرات جمال تنغرس في وجوده… فتزدهر يومًا،
ويكون لنا سهم في ذلك الغرس على المستوى الكوني أيضًا،
ونصنع لنا قدر يجعل من وجودنا مصدر خير وجمال مستدام.🌷