زمزمه عـرفان مطالب تربيتي، عرفاني و اخلاقي و كتاب‌هاي سركار خانم طاهره سادات زرگرمرادي
قرأ كتابًا عن النمل واعتبر نفسه عالمًا بدقائق حياتهم،
فما لديه من معلومات يجهلها معظم البشر،
فيتكلم وينظر للنمل بثقة الفاهم العارف أيضًا،
فتوقف هنا…
بينما منذ أكثر من قرن وعلماء كثيرون منكبون على دراسة النمل،
فهم يدرسون تفاصيل تفاصيل تكوين النمل وحياتهم وسلوكهم،
ومع ذلك فهم لا ينفكون ينظرون للنمل بدهشة،
فيكتشفون جديد كل مرة،
ويتعرفون على أخطاء في استنتاجاتهم السابقة أكثر من مرّة.
وآخرها تركيزهم بدهشة لتعلم واكتشاف حياة النمل في الشرنقة.
فاكتشفوا ما لم يكن يخطر لهم ببال،
فكثير من النمل في الشرنقة ينتج نوعًا من الحليب.
نمل وحليب؟
نعم… وذلك الحليب يساهم في تغذية الخلية أيضًا.
وأنا وأنت…
ماذا لو ففرنا إلى الله من اليقين الكاذب؟
ومن تبلد الفكر بالركون للمألوف وما نعرف،
واعتقادنا بأنّ المعرفة قد اكتملت بداخلنا،
وبأنّنا قد تَوصلنا إلى حكمة معها؟
فبذلك نعتبر ما نرى ونسمع من أحداث كونية وإنسانية ما هي إلا تفاصيل تثبت لنا بأنّ ما لدينا هو الصحيح،
فنقفل أفقًا واسعًا أنعم الله به علينا من أجل أن نمضي في طريق الوصول إلى الله،
ذلك الأفق الذي يفتح لنا الأبواب لكي نتفكر ونبحث ونحلّل لنتعلّم… فنفعّل العقل،
ونتأمّل ونتدبّر لنبحث عن الحكمة… فنحفّز القلب.
فإن نشط العقل والقلب معًا لحب المعرفة التي توصل لخالق الكون،
سننظر للعالم بدهشة تحفّز المعرفة،
فنتمكن من ملاحظة عجائب خلق الله في الكون،
ونتعلّم منها دروسًا للحياة.
فكل شيء سيكون ملهمًا يحمل لنا رسالة نرسم معها أقدارنا.
والجميل…
أنّنا بذلك نصبح أرق خُلقًا، وأكثر صبرًا،
وأعمق محبّة،
ذلك لأنّنا نتواصل مع الكون بما فيه، وعقولنا وقلوبنا مشغولة بخالقها.
فنعيش جمالًا ونصنع جمال.🌷