خانه / مناجات الحکم / ذهب الطفل مع أبيه لمتجر يبيع الدجاج

ذهب الطفل مع أبيه لمتجر يبيع الدجاج

ذهب الطفل مع أبيه لمتجر يبيع الدجاج،

فرأى دجاجات بيضاء وسوداء وأخرى بلون الحنّاء،

فانبهر بهم.

ولمّا رأى الأب اشتياق طفله لهذه الطيور،

سأل البائع إذا ما كان لديه صيصان للبيع،

فأخذه لزاوية بها عشرات من الصيصان المكدّسة.

ويا للعجب…

لم تكن تلك الصيصان بيضاء ولا سوداء ولا بلون الحنّاء،

بل حمراء وزرقاء ووردية وخضراء.

وعندما سأل الأب عن سبب ألوانهم الغريبة؟

قال البائع: لتجذب انتباه الأطفال، فيحبّونها.

فأتى الطفل إلى المنزل حاملًا معه بعض من تلك الصيصان،

ولم تمرّ فترة طويلة حتى أدرك بأنّ ألوانها ليست بأصيلة،

فالماء أزال بعضها،

وثنايا الأجنحة فضحت بعضها الآخر.

وعندما كبرت تلك الصيصان،

لم تكن بتلك الألوان الغريبة،

بل بيضاء وسوداء وبلون الحنّاء.

 

وأنا وأنت…

إنّ الصبغة الوحيدة الثابتة هي الصبغة المرتبط بالله،

وغير ذلك فمصيره التلاشي عاجلًا أم آجلًا لا محالة.

 

ففي حياتنا ربّما ابتدأنا بالسلام على أناس كثيرون،

وكله زائل،

ما عدا ذلك السلام الذي ألقيناه على شخص لا لشيء سوى لأنّ الله يحبّ البدء بالسلام.

وابتسمنا ابتسامات كثيرة وتلاشت،

ولكن بقيت تلك الابتسامة التي وجّهناها لشخص على أمل أن يتذكر قلبه رحمة الله ولطفه.

وأنفقنا كثيرًا وتلاشى،

ما عدا ذلك الأنفاق الذي قصدنا منه ربط القلوب بالله الرزاق.

 

فما يبقى هو الأصيل فقط

ذلك قانون كوني.

والأصيل لابد وأن يرتبط بالله.

وبقاؤه لا ينتهي بانتهاء هذه الدنيا،

بل يمضي معنا للدار الأخرى أيضًا.

 

ولتكون لأعمالنا تلك الأصالة، علينا أن نصبغ أفكارنا بالصبغة المرتبطة بالله.

فنفرّ إلى الله من كل شئ ليس به صبغة مما يحب الله،

فالقلب يعرف تلك الصبغة ويستطيع تمييزها.

ومجرّد تدريب أذهاننا على ذلك،

فإنّها تنشغل بالله وبجمال محبّة الإنسان من أجل الله،

وذلك يفتح لنا أفقًا لنرى طرقًا لا متناهية نرسم فيها أقدارنا من خلال خدمة خلق الله.🌷

همچنین ببینید

هل رأيت صورة في الإعلام أدمت قلبك من قسوة ظلم البشر؟

هل رأيت صورة في الإعلام أدمت قلبك من قسوة ظلم البشر؟ حولها فورًا في ذهنك …

يقول الفيلسوف المعاصر غلامحسين دينانى

يقول الفيلسوف المعاصر غلامحسين دينانى: “مخلوق كالوردة تبقى وردة إلى يوم القيامة، ولا تستطيع أن …

تشكل اللحظات الحازمة المفتاحية مفترق

تشكل اللحظات الحازمة المفتاحية مفترق طرق يكون فيها على الإنسان الاختيار بين الشعور بالأمان وانتخاب …

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *