في مسرحية مكبث لشكسبير التي يتجسد فيها سقوط الإنسان، يقول بانكو لمكبث: “ولكنّه لأمر غريب، كيف تغوينا قوى الظلام غالبًا بما تقوله لنا من حقائق فتجرنا إلى ما فيه ضررنا. تغرينا بالتوافه الصادقه، لكي تخدعنا في الأمور الجسام”.
عندما نكذب، نغتاب، نكره، نعيش نشوة الانتقام، نسيء بقصد لشخص،… فنحن في الغالب نقوم بذلك استنادًا لما قررنا قبوله كحقيقة تتمحور حول أذى أصابنا من الآخر أو خوف منه، فنطمئن في داخلنا بأنّ الآخر مستحق لما يصله منّا من سوء وجفاء.
ولكن مهما كان ما نؤمن به من حقيقة إيذاء الآخر لنا بفعله، فلو تأملناه لرأيناه لا يقارن بفعل طمس الفطرة الذي نقوم به نحن تجاه أنفسنا عندما نختار أن نتلوث بكذب أو غيبة أو كره أو… فمن أجمل ما يمكن أن ندرّب أنفسنا فيه هو أن نقيس ما يثير عواطفنا وتفكيرنا إن كان من التوافه أو من الأمور الجسام؟. ومن ثم ننتبه للأمور الجسام ونختار ما يسمو بنا إنسانيًا من خلالها.🌷