يقال أنّ جلال الدين البلخي الرومّي كان محاطًا بمريديه

يقال أنّ جلال الدين البلخي الرومّي كان محاطًا بمريديه، وكانوا يلتقطون قطرات ماء وضوء صلاته للتبّرك. فالتقى بشمس التبريزي، ولمح شمس نظرة كبر في عيني البلخي الرومي، فأراد أن يلقّنه درسّا.

 

قال شمس للرومي: لديّ سؤال. فقال له البلخي الروميّ: تفضّل.

فقال شمس: قل لي لأفهم، هل كان محمد (ص) نبيّنا أفضل، أم الحلّاج شيخنا؟

 

فغضب البلخي الرومي وقال له: هل تكفر؟

فقال له شمس: إذن قل لي لماذا نبيّنا بعد سنوات من عبادته لله تعالى كان دعاؤه يشتمل على طلب بأنّ يعرّفه الله بنفسه أكثر، ولكن الحلاج كان يصرخ “أنا الحق”؟

 

فلم يجد البلخي الروميّ جوابًا. فأدار شمس وجهه عنه وانصرف.

فلحقه البلخي الروميّ متوسّلًا إليه أن يجيبه.

فقال له شمس: ما دمت في جهل، فلماذا تمشي على أرض الله بهذا التكبّر وهذه الفرعنة؟

 

الجواب هو أنّ لنبيّنا محمد (ص) طاقة استيعابيّة للحقّ كالبحر، كلّما تصبّ فيه لا يمتلأ، ويتحمّل المزيد ويطلبه. ولكن لم تكن طاقة الحلّاج الاستيعابيّة بقدره، فقليل ما وصل إليه فاض عن قدرة تحمّله… فتأمّل.🌷