زمزمه عـرفان مطالب تربيتي، عرفاني و اخلاقي و كتابهاي سركار خانم طاهره سادات زرگرمرادي
هو ماعز بكل ما تحمله المعز من صفات وخصائص،
لديه قوتهم وصلابتهم وقدرتهم على التعامل مع الصعاب،
باستثناء شجاعتهم،
وذلك ما منحه اسمه “الماعز المتشنج”.
فحين يسمع صوتًا حادًا أو يلاحظ حركة غير مألوفة،
ويكون عليه مواجهة الخطر الذي أقلقه ليأخذ قرارًا سليمًا وينجو بنفسه،
تتصلب عضلاته فيسقط مغميًا عليه دون حراك،
أو هكذا يبدو…
ولكنًه في كامل وعيه.
فلا دَفَع عن نفسه خطرًا،
ولا تعلم من تجربته شيئًا،
ولا تعرّف على عدوه ومواقع الخطر المحتملة وكيفية التعامل معها،
فلا شئ سوى هروب واستسلام.
وهو يلاحظ ضعفه وخيبته بكامل وعيه.
وأنا وأنت…
ما يجعل صعوباتنا تتحول لمشاكلنا هو مدى تأثرنا بها،
وما نتأثر به هو ما يهمنا،
وما يهمنا هو ما يلامس جانب حيّ في قلوبنا.
فإن كان ذلك الجانب حيًا بالمحبة، فستكون الشجاعة رفيقتنا
ودافعها التفكير والإقدام وإن كان محفوفًا بالمخاطرة.
ولكن إن كان حيّا بالخوف،
فسيكون الخذلان رفيقنا،
ودافعه المشاعر والانسحاب والبعد عن اي مخاطرة.
وذلك بالتحديد ما يوقعنا في الخطر ،
وبل يوقعنا في تكرار الوقوع في ذلك الخطر،
وكيف لا… والانسحاب لا يقينا من خطر ولا يحمينا من عدو؟
فلابد من مواجهة ضعفنا ومخاوفنا لنتمكن من أخذ خطوات ذات معنى نحو أقدارنا،
فنفر إلى الله من خذلان أنفسنا إلى شجاعة السمو بها.
فننظر إلى مشاكلنا لنتعرف على مكامن آلامنا فيها،
فنفهم رسائلها لنا،
ونأخذ خطوات نحو تغيير حال قلوبنا وأنفسنا وعلاقاتنا إلى ما يليق بأقدارنا.
فنتعامل مع كل صيحة وحركة تهزّ قلوبنا بخوف أو قلق على أنّها نداء لنا لننتبه لضعف ما مركون بداخلنا،
نواجهه فنفهمه،
ومن ثم نصنع منه اتزانًا،
ومعه جمالًا يحسّن حال قلوبنا،
فيصل صداه لقلوب من حولنا.🌷