زمزمه عـرفان مطالب تربيتي، عرفاني و اخلاقي و كتابهاي سركار خانم طاهره سادات زرگرمرادي
تجول البحر متباهية،
فحتى إسمها فيه رفعة،
تجمع كلمة قنديل وبحر.
رشيقة جميلة تشع نورًا في الظلام،
نورها لا لتضئ به طريق أحد، بل لتبحث عن طعام وتردع هجوم.
ترى نفسها الحكيمة لقدمها،
وكيف لا وعمر وجودها يقارب ۵۰ مليون سنة؟
وهي تعرّف كأقدم مخلوق متعدد الأعضاء على وجه الأرض؟
هشة رخوة بلا عظام،
بل وبلا مخ…
فخلايا مخّها متوزعة في جسدها.
تقترب من سطح البحر وتتراقص،
والويل لمن يقترب منها أو يمس نقطة منها،
فلسعتها إجابة صاعقة له تشل معها يده إلى الأبد.
وأنا وأنت…
لدينا أمور قد نؤمن بأنّنا أفضل من غيرنا،
نتميز عنهم بما ليس لديهم،
فيدب الغرور في قلوبنا حتى مع سعينا تضليل أنفسنا بمنح ذلك الغرور عنوانًا مقبولًا.
ولكي نعرف ما يدور في قلوبنا، لنا أن نتأمل انفسنا…
أن إذا كانت تلك الميزة ترفع من إنسانيتا،
وإذا كانت تمنح أملًا للآخر بأنّ الإنسان بداخله حيّ يمكنه أن يزدهر،
وبأنّ لوجوده معنى يفوق مشكلاته وصعوباته.
ونطلب من أنفسنا دليلًا صادقًا بأنّنا نفكر بعقولنا وقلوبنا وليس بمشاعرنا المخزنة في خلايانا،
وبأنّ قيمة وجودنا تعتمد على ما نقدمه للعالم اليوم،
وليس بما نحمله من إرث نفخر به.
فنفر إلى الله من الغرور،
ونأخذ ما نحن مغترون به كقوة وهبة من الله تعالى أنعم بها علينا،
فنحولها لخير يطال حياة آخرين.
ولأنّنا قد نُنتقَد من خيرين يريدون صلاحنا بالرغم من عدم اتقانهم أسلوبًا سليمًا،
أو نُهاجم من جهلة أو حسّاد…
فنحن بحاجة لأن نسحب مجساتنا من السطح الذي نستَفز فيه إلى العمق الذي نتفكر فيه.
وأن نصطلب على اسس قيمية قوية،
لكي يسبق تفكيرنا ردود أفعالنا على أي استفزاز يطالنا،
وأن يفوق شغفنا للفوز برسم أقدارنا، النجاح الوهمي الذي يأتي به الغرور،
فننعم بنعم الله علينا بامتنان وعمل وصلاح وإصلاح.🌷