في حديث استشهدَت حبيبة القلب أمي الغالية بقصة من التراث رأيتها معبرة جدًا

في حديث استشهدَت حبيبة القلب أمي الغالية بقصة من التراث رأيتها معبرة جدًا. تقول القصة بأن كان هناك حاكم يهتم لحال قلب المحيطين به. وكان من بينهم حارس دائم الانشراح والانبساط.

فسأل وزيره: ترى ما سر حال هذا الرجل المنبسط دائمًا؟

فقال له الوزير: السر هو أنّه لم يُبتلى بنظام التسعة والتسعين بعد.

فسأله الحاكم عن معنى ذلك.

فرد عليه الوزير بأنّه سيشرح له هذا النظام بشكل عملي.

 

أتى الحارس اليوم التالي وهو مضطرب. وبدأ انشراحه وانبساطه بالأفول يومًا بعد يوم وصار التوتر والحزن هو الغالب عليه.

سأل الحاكم وزيره عن سبب تبدل حال حارسه.

فقال له الوزير: بعثت له هدية باسمك تعبيرًا عن اخلاصه وتفانيه في عمله، وارفقتها بتسعة وتسعين سبيكة ذهبية. ثم انتظرت بضعه أيام وسالته عن سبب تغيّر حاله، فقال بحيرة وإحباط أنّه وبالرغم من دهشته وفرحته للهدايا الثمينه، إلا أنّ السؤال الأول الذي تبادر لذهنه كان: ما الذي حصل للسبيكة المتبقية؟ فهي حتما كانت ۱۰۰ سبيكة وليست ۹۹٫

فبدأ بالشك بأنّ صاحب الخزينة قد أخطأ فی العد حتمًا، وتطور في تفكيره حتى اتهمه بسرقتها. ومن ثم عرج على من اوصل له الهدية واتهمه بسرقة سبيكته.

وهكذا انتقل من فكرة سوداء لأخرى، ولكنه لم يفكر بأنّها كانت فعلًا ۹۹ سبيكة وليست ۱۰۰٫ وبأن لا بأس بأن يسعد بكثير ما يملك ولا يجري وراء قليل مما يريد أن يمتلك.

 

تأكد من أنك تسد الطريق على ذهنك بالرضا، لكي يقحمك في نظام ال ۹۹٫ فتعيش القلق والبؤس، وتضحي بكثير من نعم الله عليك في سبيل اعتقادك باستحقاقك لقليل مما لا تملك. فالرضا والامتنان للنعم تفتح أبوابًا لحال قلب منشرح مطمئن.🌷