هناك… بعيدًا جدًا جدًا وعلى بعد ۳۳ سنة ضوئية، يوجد كوكب قزم يدعى جليز ۴۳۶b، وهذا الكوكب تغمره ثلوج محترقة.
ولكن مهلًا… ثلوج ومحترقة؟ ثلوج وحرارة عالية؟ ألا يناقض ذلك كل ما نعرف عن الثلج والحرارة والماء؟
نعم ولا…
نعم لو أخذنا المصطلحات كما هي ولم نفككها لنعرف بأنّها لا تشابه ما في أذهاننا.
فهذا الكوكب مليء بالماء المضغوط بشدة بسبب الجاذبية الفائقة الموجودة في جوفه، والتي تمنع الماء من التبخر. فالماء جامد بسبب الضغط وليس بسبب تدني درجة الحرارة.
وهو محترق لأنّ درجة حرارة الكوكب عالية تقارب ۴۰۰ درجة مؤية، وليس لأنّ الثلج هو الذي يحترق.
كثيرًا ما نتفاعل مع كلمات ومصطلحات نسمعها أو نقرأها، ونسقط عليها المعنى الموجود في أذهاننا دون التأكد من حقيقة معناها في الإطار الذي طُرحت فيه. فندخل في سوء الفهم وعدم الفهم، وربما نصل إلى اتهام الآخرين بما لا يقصدون. فعادة ما يستخدم الإنسان المصطلحات التي يألفها بالمعاني الموجودة في ذهنه للتعبير عن نفسه، والمعنى الذي في ذهنه ليس بالضرورة يتطابق تمامًا مع المعنى الموجود في أذهان الآخرين. فقليلًا من الاستماع بتشاعر ممزوج مع حسن الظن للتأكد من المعانى المقصودة، يفتح لنا أفقًا أوسع للتفاهم والتسامح.