تدور الأفلاك
والكواكب والأقمار
تثمر الأزهار
تشمخ الجبال
تتلاطم الأمواج
تهب الرياح
تُذرى الرمال
تزأر الأسود
تغرّد الطيور
يطير الجراد
يضحك الأطفال
تسبح الأسماك
تزحف التماسيح
بحركات مختلفة
في كل يوم… وكل لحظة
كآلات موسيقية
لمنظومة سيمفونية كبيرة
تنشد أنشودة المحبة والحياة
وتسبّح خالقها في كل ألحانها
وتقول بتناغم وانسجام وانتظام
أنه هو… وليس سواه
لا تنسى تلك الأنشودة… ولا تُخطئها
فلا ينسى ولا يخطأ إلا ذلك الإنسان
الذي يقول أنا… ولا يرى إلا تلك الأنا
فأنشودته مختلفة
أداتها هشة صدئة مزعجة
تماماً كنعيق وسط سيمفونية راقية
ليس له مكان… في أي مكان
ما لم يفهم الأنشودة الكونية
ويدرك لحنها… ويستخدم أداتها
ليتناغم معها… أو يضيف إليها
فالتمحور حول الأنا يجعلنا كشهاب منطلق
لا يعرف أين يَحل
ولا نهاية له غير التلاشي والضياع
أما التناغم… فيجعلنا شمساً
تضيء كجزء من منظومة
تدور… ويُدار حولها
في نظام جميل متقن
نهايته كما بدايته
أن أنت… لا سواك.🌷