مناجات الحکم

  القلق يطفئ الانشراح كما تطفئ قطرات الماء النار، فكلّما زاد القلق، تسارع الإطفاء. الانشراح كشجرة تنمو في النفس، والنفس التي تضعف فيها شجرة الانشراح، تقوى فيها شجرة البؤس فوراً، فأنواع المحبة والتعاون والإيمان والعطاء وتطبيق القيّم هو ماء شجرة الانشراح، يغذّيها ويقوّيها ويحفظها من الضعف والموت من جانب، ويجفّف …

  مهما كانت طفولتنا قاسية، فالانشراح لا يموت فينا أبداً ونعرف كيف نعيشه حين نكبر. عندما نبني علاقة مع القلق، فإنّه يوطّد العلاقة معنا بقوّة ويعطينا شعورًا بأنّنا لن نستطيع الحياة بشكل آمن ما لم يكن هو رفيقًا لنا، وسرعان ما يغيّر اسمه في عقولنا لكي لا نلومه إذا رأينا …

الكسول يعيش حالة احتضار إنسانيته وهو يبعد عن الانشراح بعد الحياة والموت. يُولد الإنسان وبه جميع مقومات الانشراح والرغبة فيه والتوق إليه، وقد تُبرز طفولته هذه المقوّمات وتقوّيها وتساعده على أن يعيش حياته به، وقد تخبئ طفولته تلك المقومات وتقوم بترسيخ مقومات أخرى تؤسّس للبؤس وتحفّزه على أن يعيش حياته …

مجالسة الإنسان المنشرح تساهم في أخذ خطوات على الطريق السليم. الكسل من أقوى آفات الانشراح، فروح الإنسان مبرمجة على أساس السعي والعمل للحركة من مقام إنساني إلى مقام إنساني آخر أعلى منه منزلة وارفع شأناً، وروح الإنسان مبرمجة أيضاً على أن لا تشعر بالرضا عن النفس ما لم تكن على …

  الانشراح يسدّ الباب على مشاعر الشفقة على النفس وكُره الآخرين، فيتآكل البؤس. لا يوجد إنسان سويّ يستمتع بمجاورة بائس أو مجالسته، فحتى البؤساء لا يستسيغون بائساً مثلهم، ولو جالسوهم مدّة وتعاونوا معاً على تعزيز معتقداتهم عن عدم إنصاف الدنيا لهم وبخسها لحظوظهم وتفضيل آخرين بالخير عليهم، مع أنّ لهم …

الانشراح يعطينا الاطمئنان بأنّ الله الغني هو القائم على أمور الدنيا، وهو يرزق من يشاء.  أكثر البؤساء هم أفراد يستمتعون ببؤسهم ويحافظون عليه من التغيير أو النقصان أو حتى المَس، فهذا إثبات لهم بأنّهم مظلومون من الناس والظروف والزمن، وأنّهم مساكين لم تنصفهم الدنيا، فلا يحتاجون لعمل ولا إرادة ولا …

أجوبتنا على الأسئلة الجوهرية لسبب وجودنا على الأرض هي قاعدة بؤسنا أو انشراحنا.  الطمع والحسد والجشع وغيرها من الصفات التي يشعر فيها الإنسان أنّه يريد أن يستزيد ولا يرى لهذه الاستزادة حداً أو كفايةً، هي جميعها نابعة من ضيق العين والاعتقاد بأنّ موارد الدنيا محدودة، مادّية كانت أو معنوية، فإنَّها …

الانشراح يُرسّخ أجمل ما في الناس في قلوبنا دون أن يغفل جوانب الحذر الحقيقية.  معتقداتنا الأساسيّة هي التي تشكّل قاعدة بؤسنا أو انشراحنا، كالهدف من خلقنا ووجودنا على الأرض، هل خُلقنا لنعيش الشقاء والعذاب ليمتحنّ الله صبرنا عليهم، ومن ثمّ نُعاقب أو نُثاب؟ أم خُلقنا للسعادة والسمو الإنساني وما الأحداث …

الانشراح يعطينا قوّة تجعلنا كما الأشجار لا يتأثر جوهرنا بحرّ الفصول وبردها. عندما نعيش الانشراح، يكون طابع الودّ والرحمة والتعاون والمحبّة هو الغالب على علاقاتنا مع الآخرين؛ لأنّنا لا نخاف منهم ولا نتوجّس، ولا نُوصم شخصًا بالسوء فقط لأنّه أخطأ أو قام بما لا يليق، ولا نعمّم أخطاء أشخاص على …

حين تكون نفوسنا منشرحة، نستطيع أن نرى جمالاً حتى في أصعب الأوقات وأقساها.  الفرح حالة مؤقّتة تنتج من جراء حدث أو كلمات أو توقّعات معيّنة نرى فيها تقديرًا لنا أو خيرًا يصل إلينا أو لمن نحب، والحزن أيضاً حالة مؤقّتة تنتج من جراء حدث أو كلمات أو توقّعات معيّنة نرى …